هل أن ولاية الفقيه هي الخطوة المُمَهدة للظهور المقدس ؟!

383

هل أن ولاية الفقيه هي الخطوة المُمَهدة للظهور المقدس ؟!

بقلم / هيثم الخزعلي

(امكثوا اني آنست نارا لعلي اتيكم منها بقبس او جذوة من النار لعلكم تصطلون)

صدق الله العلي العظيم

عند تتبع المنهج السياسي لأهل البيت عليهم السلام، نلاحظ انهم بعد سعيهم الحثيث لإنشاء الجماعة الصالحة التي تهتدي بهداهم وتطيع أوامر المولى عز وجل باتباع الحق وأهله، ومع انهم نجحوا بتربية هذه الجماعة وارشدوها لما يحفظ نظامها وما هو أصلح لها في دينها ودنياها.

 إلا أن معظم الأمة كانت توالي طواغيت العصر وتبتعد عن أهل البيت عليهم السلام خوفا او طمعا اوعنادا، هذا الأمر الذي ادى الى استشهاد ائمة اهل البيت عليهم السلام واحدا تلو الاخر، واضطهدهم طواغيت عصرهم وسجنوهم وقتلوا شيعتهم تحت كل حجر ومدر، مما أوضح بما لايقبل الشك ان هذه الأمة غير مستعدة لاتباع هذا النور وطاعته لما يؤهلها لحمل أعباء الرسالة وقيادة البشرية، ومع الوصول إلى زمن الإمام الهادي عليه السلام.

 ازداد ابتعاد الأمة عن الائمة وخذلانهم لهم بإستثناء شيعتهم الذين لم يكونوا يمتلكون القدرة لحماية الإمام عليه السلام برغم مئات الثورات ضد الطواغيت، وازداد ضغط السلطات الطاغوتية على الإمام بحيث ان الإمامين الهادي والعسكري عليهما السلام قضوا حياتهم في معسكر وكانت حركتهم مقيدة، وكانوا شبه معزولين عن شيعتهم.

 وهذا الظرف كان بحاجة لتنظيم معين يعالج عزلة الإمام ومحدودية لقاءاته بشيعته من جهة، ويمهد لغيبة الإمام الثاني عشر والأخير من جهة أخرى، فاوجد الإمام الهادي عليه السلام، نظام الوكلاء الذين كانوا موزعين على مختلف المناطق وكانوا يلتقون بالشيعة فيبلغونهم أوامر الإمام ويقبضون منهم الحقوق الشرعية، بدلا مما كان معروفا من لقاء الشيعة بالامام مباشرة.

فكان نظام الوكلاء هو الخطوة الأولى للتمهيد لغيبة الإمام عج، واستمر طوال الوجود الشريف للإمام العسكري عليه السلام، إلى أن آل الأمر إلى صاحب العصر عج، فأوجد نظام النائب الخاص الذي يلتقي بالامام حصرا بينما الوكلاء يتعاملون مع النائب الخاص ولا يلتقون بامام الزمان عج، وكانت هذه هي الخطوة الثانية الممهدة للغيبة، إلى أن توفي السفير الرابع او النائب الخاص والذي أعلن قبل وفاته عن بداية الغيبة الكبرى، والذي ارجع الشيعة للفقهاء في مناطقهم طبقا للتوقيع الشريف الصادر من الناحية المقدسة عج، (اما الحوادث الواقعة فأرجعوا فيها إلى رواة احاديثنا، فإنهم حجتي عليكم وانا حجة الله).

وهذا التوقيع شتت مركز القرار بالنسبة لشيعتهم فلم يبقى لهم رأس يستطيع الطواغيت بقتله إنهاء هذه الجماعة، فأصبح كل مجموعة في منطقة ترجع إلى فقيه معين، وهذا يثبت بأن الغيبة كانت تدريجية، فهل ستكون حركة الظهور تدريجي؟.. بقى الأمر على هذا الحال إلى أن جاء الشهيد الثاني زين الدين العاملي قده، الذي أوجد نظام المرجعية العليا، فكانت الخطوة الأولى للتمهيد للظهور المقدس عبر توحيد مركز القرار الشيعي.

واصبح الشيعة يرجعون إلى مرجعية عليا، والتي كانت تمارس دور نيابة الإمام ولكن بشكل محدود حسب ظروف الزمان، ثم كان ظهور الإمام الخميني رض واعلانه ولاية الفقيه وتطبيقها عمليا، هو الخطوة الثانية والاخيرة الممهدة للظهور الشريف، وبالون اختبار الهي لهذه الأمة، فأن إطاعة ولاة الأمر واتبعتهم ودافعت عنهم.

 فهذا يعني ان الأمة مؤهلة لاستقبال الظهور الشريف، وأن كان العكس فنكون نحن من أخرنا ظهوره الشريف ربما لقرون أخرى، كما أن طاعة الأمة شرط اساسي لظهور الإمام عج فأن قوتها وقدرتها على حمايته شرط اخر.

 فبناء وتقوية وحماية دولة الفقيه وجعلها قادرة على مواجهة الطواغيت والقوى الكبرى هو واجب في عصر الغيبة، طاعتنا لولاة أمرنا من الفقهاء والمراجع العظام وحفاظنا على دولتهم إثبات عملي بأننا مؤهلون لاستقبال الإمام عج ونصرته وحمايته، (والارض يرثها عبادي الصالحون ).. والعاقبة للمتقين.

التعليقات مغلقة.