مُتلازمة الشرطي الأسود في أمريكا ومُتلازمة الدُونيّة الشيعية بالعراق !!

602

مُتلازمة الشرطي الأسود في أمريكا ومُتلازمة الدُونيّة الشيعية بالعراق !!

بقلم / ماجد عامر الحداد

لدى الكثير من الباحثين والمتابعين المعرفة بالأحداث التي مرَّت بها الولايات المتحدة الإمريكية بسبب عُنصرية لون البشرة ، حيث كانت الحكومة الأمريكية تقوم بتعيين الشرطة فقط من أصحاب البشرة البيضاء حيث كان “الشرطي الأبيض” يستغل سُلطته للإعتداء و ظلم أصحاب البشرة السوداء ، ففي حال حدثت قضية أو جريمة بين طرفين الأول أبيض والثاني أسود وكان المذنب بها الأبيض فيأتي الشرطي الأبيض ليُنزل كل العقاب بالمواطن البريء الأسود لأسباب عنصرية !

بعدها حدث ضغط شعبي من ذوي البشرة السوداء على الحكومة الأمريكية مُطالبين بتعيين شرطة من البشرة السوداء فما كان من الحكومة إلا أن تستجيب لتُخفف شدة الضغط والغضب الشعبي العارم .

لكن المفاجئة هي أن الشرطي ذو البشرة السوداء أكثر ظلماً وفتكاً وعداءاً للسود من البيض فكان يضرب بأقرانه من البشرة السوداء ويظلمهم إرضاءاً لأسياده من البشرة البيضاء فكان يشعُر بالنقص مُقابل تفوقهم عليه فأطلقوا على هذه الحادثة أو الحالة (مُتلازمة الشرطي الأسود) .

أما عن (مُتلازمة الدُونيّة الشيعية بالعراق) فهي حالة عامة ومُنتشرة بكثرة عند أبناء الوسط والجنوب أي ممّن يَدّعون التشيُّع سواءاً كانوا سياسيين أو ضبّاط عسكريين وباقي سائر الناس .

في الجانب السياسي :

تجد السياسيين الشيعة رغم أنهم الأغلبية الكبيرة والواسعة بالحكومة و البرلمان لا تجدهم يوماً يتفقون أو يتحالفون فيما بينهم ، تجد كُل حزب ينفرد عن الآخر ويتحالف مع ممن كانوا بالأمس أعداءه مُعارضاً باقي الأحزاب . فهم لليوم لم يستطيعوا أن يضعوا حداً للإنفصاليين الأكراد وتفردهم بالقرار بعيداً عن بغداد ، والطامة الكبرى هي أنهُم أصبحوا يتنازلون يوماً بعد يوم و قراراً بعد قرار لصالح كردستان حتى أصبحت لها السطوة والجُرأة لتتوسع وتستحوذ على مناطق بعيدة عن كردستان مثلاً (كركوك والموصل) ناهيك عن الإستثمارات التجارية للأكراد في بغداد ومُحافظات الوسط والجنوب . وبالتالي أصبح الشيعة سمعاً وطاعة يُلبّون طلبات الأكراد .

أما في الجانب العسكري :

للأسف الشديد تجد الضباط الشيعة في كل الأجهزة الأمنية بالدولة هُم عبيد أذلاء عند الأمريكان وخاصةً في أيام المعارك ضد الإرهابيين والأحداث الساخنة آنذاك تجدهم يُحاولون بشتّى الطرق مُحاربة (الحشد الشعبي) وسرقة إنتصارته وتشويه صورته للإعلام ، ومثال على ذلك ما حدث في تحرير نينوى حيث جاء قرار الحكومة آنذاك برفض مُشاركة الحشد الشعبي حتى أصبحت الأجهزة الأمنية العراقية بمَعيّة التحالف الدولي المزعوم لمُحاربة الإرهابيين تُشكل الهجوم وتطرح الخطط للإستعداد لتنفيذ العملية للتحرير ولكن ما إن وجدوا أنفسهم عديمي الكفؤ والقدرة بالمواجهة حينها عاد أبناء الحشد الشعبي ليتغلغلون داخل الجيش العراقي مُستعدين بكافة التجهيزات ويكونوا رأس الحربة والخط الأول بالمواجهة والهجوم ، وحين إنتهت العمليات ظهر رئيس الحكومة للإعلام مُعلناً النصر العراقي الذي تحقق على يد الجيش العراقي والأجهزة الأمنية حصراً ونافياً دور الحشد الشعبي .

والجانب الشعبي الشيعي :

وهنا تُسكب العبرات حيث الشيعة بكل شراسة يتهجمون على رموزهم من عُلماء ومراجع دين و حتى الشهداء منهم !

لو نذكر بما هو معروف بـ(الأحداث الطائفية) التي حدثت بين جيش المهدي وتنظيم القاعدة الإرهابي ولعل أبرز الشخصيات المشهورة بتلك الأحداث من جانب جيش المهدي هو “أبو درع اللامي” فتجد حين يتم طرح هذا الموضوع كُل الشيعة وبلا إستثناء يذكرون إسم أبو درع وحتى وصل بهم الحال للطعن به والإستهزاء والتهجم عليه دون غيره ، وأصبحت شخصيات طائفية من الجانب الآخر طي النسيان وبل حتى لا يتم ذكرهم أمثال عشيرة (ألبو عجيل) المتورطة بدم 1700 جندي عراقي في قاعدة سبايكر ذُبحوا وقتلوا بسبب الهوية الشيعية فقط ، وشخصية سياسية طائفية مثل (ظافر العاني) الجميع يعرف خطابه الطائفي المشؤوم وكذلك (طارق الهاشمي) الذي كان يعمل موظفوه وعناصره بكُل جد لتمرير السيارات المفخخة للمناطق الشيعية وتفجيرها وكان أول دخول للسلاح الكاتم للعراق عن طريق طارق الهاشمي ليُضاف الى سجل إنجازاته .

والقضية الأخرى المعاصرة هي ما شهدته ساحات التظاهر التي فتحت المجال وأعادت الحياة للبعثيين ليعودا للمشهد وهم مُتلبسين بثوب و غطاء (المدنية) فتجد كل الهتافات والشعارات موجهة على فئة دون أخرى فيصرخون “برة برة” لمن كان عونهم وسنداً لهُم ضد الإعتداءات والهجمات والمخططات الدولية الساعية لتدمير العراق ، وهُم بالأمس كانوا يُرحبون ويستقبلون بكل رحابة صدر من كان الممول الأكبر والمُصدّر للعمليات الإرهابية تحت شعار (دارك يالأخضر) ، ولم يكتفوا عند ذلك فحين يتم تشييع رمزي للشهداء قادة النصر الذين نعتهم المرجعية الدينية و إستنكرت قتلهم و وصفت ذلك بالإعتداء الغاشم يخرج الشيعة ويرمون الحجارة على النعش الرمزي ويضربون المعزّيين ويتهجمون عليهم .

الكلام طويل والأحداث كثيرة وشاهدة على من يدعون التشيع وإتباع نهج أهل البيت (ع) ، هم كانوا ولا زالوا السكين المسموم في خاصرة التشيع ، وهذه ليست جديدة بل موجودة مُنذ القدم فذكرَ لي أحد الأخوة الكِبار ممن عاصروا نظام البعث البائد حيث يقول : “البعثي الشيعي أكثر خطراً على الشيعي من البعثي السُني !!”

الصورة من فيلم (django unchained) : حيث يظهر تاجر الرقيق الزنوج “مسيو كالڤين كاندي” ، مؤدي الشخصية “ليوناردو دي كابريو” مع مساعده الأسود ستيفن ، مؤدي شخصيته “سامويل جاكسون” .

التعليقات مغلقة.