كلمة الشيخ قيس الخزعلي بمُناسبة ذكرى مرور قرن على ثورة العشرين

1٬087

كلمة الأمين العام لحركة عصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي “دام عزه” بمُناسبة ذكرى مرور قرن (100 مائة عام) على ثورة العشرين الخالدة

بسم الله الرحمن الرحيم

نحتفل اليوم بمُناسبة مُهمّة للغاية هي الذكرى المئوية لثورة العشرين

الثورة العراقية الكبرى

الثورة التي أنهت الإحتلال البريطاني حينما كانت بريطانيا هي القوة العُظمى في العالم وكانت توصف بأنها الإمبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس ..

الثورة التي أسّست الدولة العراقية الحديثة .

وأريد في هذه المناسبة في البداية أن أتكلم بشيء من التفصيل عن هذه الثورة لأكثر من سبب :

السبب الأول :

أن من المهم جداً لكل شعب أن يحتفظ بتأريخه ويفتخر به خصوصا إذا كان هذا التأريخ هو تأريخ مُشرف مثل تأريخنا في العراق لأن الجيل الحاضر يجب أن يتعرف على تأريخه ويرتبط به ، لأن هناك من يريد يفصل ذاكرة هذا الجيل عن ماضيه .

فالتأريخ ليس مُجرد أحداث مَرّت وإنتهت ، التأريخ مَسألة مُهمة للأجيال اللاّحقة ، لأن التأريخ إذا كان فيه خسارة أو ألم فيجب على الجيل الحاضر أن يعلم به حتى يأخذ العبرة منه ، وإذا كان التأريخ فيه إنجاز أو إنتصار فكذلك يجب على الجيل الحاضر أن يعلم به حتى يكتسب المعنويات الضرورية للنجاح في بناء المستقبل.

لذلك هُناك من يُريد أن لا يعلم هذا الجيل حقيقة ظلم نظام البعث وما قام به من مجازر ،  وكثير من شبابنا لا يعلم شيئاً عن ثورة العشرين أو يعلم شيء بسيط منها والذي يعلم فهو لا يعلم تأريخنا وواقعها الحقيقي بل الموجود في ذهنه هو الجزء المحرف والمزور منها .

السبب الثاني :

أن هذه الذكرى تتزامن مع أحداث خاصة ومُهمة في واقع العراق السياسي .

ثورة العشرين هي ثورة العراق لكن قلبها كان الفرات الأوسط ومن ثم إنتقلت شرارتها إلى مناطق أخرى من العراق في جنوبه ووسطه وشماله .

في البداية كان هُناك التخطيط للثورة وكان الإجتماع التمهيدي الأول في منزل المرجع الديني الميرزا مُحمد تقي الشيرازي في كربلاء ومن ثم صَدَرَت الفتوى من المرجع الشيرازي والتي نَصّت على ((مُطالبة الحقوق واجب على العراقيين وعليهم من ضمن مطالبهم رعاية السلم والأمن ويجوز التوسل بالقوة الدفاعية إذا إمتنع الإنكليز عن قبول مطاليبهم)) .

فيما بعد حَصَلَ إجتماعين مُهمّين قبل إنطلاق الثورة ، واحد في دار السيد نور السيد عزيز الياسري ، والثاني في مضيف الشيخ عبد الواحد آل سكر ، وَحَضَر في هذين الإجتماعين عَدَد من الزُعماء سنأتي على ذكر أسمائهم ، طبعاً هذه الشخصيات لم تكُن شخصيات عادية بل كانت لرموز وقامات وطنية وإجتماعية مُهمّة للغاية .

هذه الإجتماعات كانت مُهمة جداً حيث تم الإتفاق فيها إلى أن مطالبهم في الإستقلال إذا لم يتم الإستجابة إليها سيتم اللجوء إلى القوة وحسب الفتوى التي حصلوها من الميرزا الشيرازي.

كما قرّروا فيه أن يؤدوا القسم بكتاب الله المجيد على التعاهد في سبيل تحرير الوطن ،

وحضر من بغداد مُحمّد جَعفر أبو التمن والذي نقل وقائع الاجتماع الى أهالي بغداد.

على إثر ذلك قاموا بإرسال الرسائل الى الشيوخ والقادة الذين لم يحضروا هذا الاجتماع في المناطق المختلفة .

وقد جرت أول مظاهرة في بغداد في نهاية شعبان على اثر هذا الإتفاق.

أما في النجف :

إجتمع رؤساء الفرات وإتفقوا على إنتخاب ستة من الزعماء لتمثيل المجتمعين في المطالبة بالإستقلال وهُم كلا من العلامة الشيخ جواد صاحب الجواهر والعلامة الشيخ عبد الكريم الجزائري والعلاّمة الشيخ عبد الرضا الشيخ راضي والسيد نور السيد عزيز الياسري والسيد علوان الياسري والحاج محسن شلاش وتم تنظيم مضبطة التمثيل من قبل المجتمعون والتي وُقعت من قبل شيخ الشريعة الاصفهاني بإعتباره المرجع الديني [وهنا تلاحظون الدور العلمائي الواضح في قيادة الثورة] .

وكان هُناك موعد مُحَدّد لانطلاق الثورة وَلكِن إعتقال الشيخ شعلان أبو الجون ومن ثم إنطلاق أبطال الظوالم ليُحرّروا شيخهم ولتنطلق شرارة الثورة قبل الموعد المُحَدّد لها وكان هذا الحَدَث المُهم بتأريخ 30 حزيران .

ومن ثم حَصَلَت عدة مَعارك أهمها مَعارك ألبو حسان في العارضيات الأولى والثانية وكذلك شارَكَت فيها سائر عشائر بني حجيم الاصيلة .

وَهُنا إضطر الإحتلال البريطاني إلى الإستعانة بالطائرات لإخماد الثورة وتم قصف بلدة الرميثة لأول مرة ولكن لم تنفع عملية القصف في إخماد الثورة .

وفي 11 تموز إنتقلت الثورة إلى منطقة المشخاب عندما إجتمع سادات ومشايخ المشخاب في مضيف الشيخ عبد الواحد آل سكر وقرروا إنطلاق العمليات الجهادية وبالفعل في اليوم الثاني إنطلقت الثورة وفي يوم 13 / 7 تقدم السادة آل ياسر بقيادة السيد نور الياسري والسادة العذاريين بقيادة السادة آل زوين بقيادة السيد عادي آل زوين وكذلك عشائر آل فتلة بقيادة الشيخ عبد الواحد آل سكر والشيخ مزهر آل فرعون والخزاعل بقيادة الشيخ مُحمّد آل عبطان والشيخ سلمان الظاهر والشيخ سلمان آل عبطان  والغزالات بقيادة الشيخ علي آل مزعل وآل شبل وآل إبراهيم والحميدات والعوابد وكعب وغيرهم من العشائر الكريمة تقدموا إلى حامية أبو صخير (والحامية بمنزلة المُعَسكَر للقوات) وتم مُحاصرتها وتحرير القضاء ومن ثم إمتَدّت الثورة إلى الكوفة وتم حصار الحامية الإنكليزية فيها وكان الدور البارز لعشائر بني حسن وآل عيسى وغيرهم من عشائر الكوفة الكريمة .

وفي 22 تموز صارت بلدة الكفل بأيدي ثوار عشائر الكفل ، ومن ثم حَصَلت المَعرَكَة الكُبرى المعروفة بالرارنجية قرب قناة الرُستُميّة التابعة حالياً إلى مُحافظة بابل وهي من أهم معارك ثورة العشرين شارك فيها عشائر خفاجة بقيادة شيخهم سماوي آل چلوب وعشيرة بقيادة الشيخ عبادة آل حسين وعشائر بني حسن بقيادة الشيخ عمران الحاج سعدون وكذلك آل فتلة والعوابد وطفيل والجبور وكان قوة خاصة من الإحتلال البريطاني تدعى برتل “مانجستر” قوامها 8000 جُندي مُضافاً إلى أسلحتهم المتطورة حيث كانوا يَمتَلِكون المدافع في حين لم يَكُن يَمتَلِك الثوار إلاّ مَجموعة من الأسلحة البسيطة .

هذه المعركة تَمَيّزت بالتخطيط العالي حَيث تَقَدّم الثوّار مِن ثلاث مَحاوِر قبل غروب الشّمس وَبشكل مُباغت ممّا أدى إلى تكبيد الجيش البريطاني خسائر كبيرة وتم إغتنام أسلحة كثيرة ومن ضمن الغنائم كان المدفع البريطاني الشهير في ذلك الوقت والذي إستعمل فيما بعد في إغراق الباخرة الحربية “فاير فلاي” في شط الكوفة .

ومن ثم تم تحرير مدينة النجف الأشرف حيث هرب الحاكم الإنكليزي منها , ومن ثم حَصَلَت الثورة في الدغارة التابعة إلى مُحافظة الديوانية حالياً وكان الدور الرئيسي إلى الشيخ سعدون آل رسن ومن معه من آل حمد وكان هناك دور مُميز للسيد كاطع العوادي والشيخ صلال الموح شيخ عشائر عفك ومن ثم إنضم الشيخ شعلان العطية شيخ عشائر الأكرع فإشتعلت الديوانية كلها بالثورة مما إضطر القوات الإنكليزية إلى الإنسحاب من كل الديوانية بتأريخ 30 تموز لتنسحب إلى مدينة الحلة في رحلة إستغرقت 11 يوم بسبب كبر القوة التي إنسحبت وعمليات المقاومة التي تعرضت لها من قبل الثوار المهاجمين .

ومن ثم وبنفس التأريخ وصل السيد هادي آل مكوطر ليشجع عشائر الخضر على المشاركة في الثورة وحصل هذا فعلاً عندما قامت العشائر بمهاجمة محطة القطار وإضطرت القوات البريطانية إلى الإنسحاب إلى مدينة الناصرية .

وكان لكربلاء دور مُميز في الثورة مضافاً إلى دور عشائرها كان هناك دور المرجعية الدينية في وقتها المتمثلة بالميرزا الشيرازي .

أما في بعقوبة فكان لعشيرة آل عزة ورئيسها الشيخ حبيب آل خيزران دور مهم وهو الدور السني الأبرز فقامت عشائر بعقوبة ومن ضمنها عشيرة الكرخيين بتأريخ 8 آب بقطع خطوط السكك الحديد والتي على إثرها جرت معارك دامية مع الإنكليز في هذه المدينة ، مُضافاً إلى الدور الذي قامت به عشيرة بني تميم في منطقة شهربان المقدادية حالياً .

كذلك الدور الذي قام به الثوار في 13 آب بإمرة منصور الطرابلسي في إقتحام مدينة عانة ومن ثم قلعة راوة ومن ثم مدينة حديثة وآلوس ومطاردة الجنود وصولاً إلى بلدة هيت ، وكذلك الدور الكردي الذي قامت به عشيرة آل دلو والعشائر الكردية المتحالفة معها.

أما في لواء المنتفج ويشمل مُحافظة ذي قار حالياً فقام السيد عبد المهدي المنتفجي مع مجموعة من زُعماء المنتفج بالإتصال بزعماء الثورة في النجف وكربلاء وعقدوا إجتماعاً في منطقة المصيبي القريبة قلعة سِكَر للمطالبة بإستقلال العراق وَعَمَلوا على تنسيق المواقف وتأليف هيئة محلية في كل بلدة يديرها الثوار والحفاظ على المؤسسات الحكومية الخدمية .

إستطاعت عشائر ذي قار من تحرير مدينة قلعة سكر في البداية ومن ثم مدينة الشطرة وسوق الشيوخ وبعدها توجه الثوار إلى مدينة الناصرية وقاموا بتطويق الجيش الإنكليزي فيها .

وكذلك كان للسُليمانية دورٌ بارز في مواجهة الإحتلال البريطاني وإن لم تكُن مُشاركة مُباشرة في ثورة العشرين من خلال الدور المهم الذي قام به السيد محمود الحفيد البرزنجي في مقاومة الإحتلال البريطاني في عام 1919

وكان هُناك مُشاركة واضِحَة وَمُهمّة للتُركمان سَبَقَت إنطلاق الثورة في 30 / حزيران حيث قامت عشائر تلعفر التركمانية بقتل الميجر “بارلو” قائد القوات البريطانية وطرد القوات العسكرية ورفع العلم العراقي في قلعتها.

الإستنتاجات :

أولاً :

إن أصل ثورة العشرين وأساسها هو الفرات الأوسط وهذا واضح من أحداث الثورة والمدن التي إنطلقت فيها فمثلاً دور المرجعية الدينية كان من مدينتي كربلاء المقدسة والنجف الأشرف ، كربلاء من خلال الدور الذي قام به المرجع الديني الميرزا الشيرازي والنجف الأشرف من خلال الدور الذي قام به شيخ الشريعة الأصفهاني .

وكذلك إذا لاحظنا الفترة الأولى من الثورة سَنَجِد أنها كانت مُقتصرة على مُدن الفرات الأوسط فمضافاً النجف وكربلاء كان دور الرميثة والسماوة والمشخاب وأبو صخير وَعِفَك والكفل والرارنجية والديوانية والدغارة وغيرها كثير من مُدُن الفرات الأوسط ومن ثم إنتقلت شرارة الثورة إلى مناطق ديالى وإلى مناطق ذي قار الحالية لواء المنتفج سابقاً .

ثانياً :

هي ثورة عراقية خالصة وهي ثورة وطنية بإمتياز صحيح أن فتواها وقادتها الأساسيون هُم من الشّيعة إلا أن المُشاركة لم تقتصر عليهم بل كانت هنا كمُشاركة واضحة من باقي المكونات العراقية السنية والكردية والتركمانية .

ثالثاً :

أن ثورة العشرين لم تكن ثورة عفوية إرتجالية وإنما كانت إرادة شعب إنتفض من أجل حريته وكرامته ضد إحتلال غاشم وكان هدفها تحقيق الإستقلال والسيادة الوطنية وكانت لها قياداتها وتوجيهاتها ودعمها المالي وإن لم يكن بالشكل الكافي لتحقيق النصر العسكري على الجيش البريطاني.

رابعاً :

إن دور المرجعية الدينية كان دوراً أساسياً وواضحاً في إعطاء المشروعية للثورة كما تقدم وكذلك كان دور علماء الدين في المشاركة في العمليات القيادية والجهادية والتعبوية .

خامساً :

كان دور السادات وشيوخ العشائر دور واضح وَمُهم وكان هؤلاء السادات والشيوخ رجالات وطنية بإمتياز لها تأريخها وقيمتها الإجتماعية والمعنوية أمثال (مع الإعتذار المسبق لكل القامات الوطنية من قادة الثورة العشرين الذين لن تسعفني الذاكرة بتذكرهم بهذه العجالة ، أمثال السيد نور الياسري والسيد مُحسن أبو طبيخ والسيد هادي آل زوين والسيد علوان الياسري والسيد كاطع العوادي والشيخ عبد الواحد آل سكر (شيخ آل فتلة) والشيخ شعلان أبو الجون شيخ الظوالم والشيخ شعلان آل عطية شيخ عشيرة الأكرع والشيخ شعلان آل جبر شيخ آل إبراهيم والشيخ علوان الحاج سعدون والشيخ وشيوخ بني حسن والشيخ عبود العنيد شيخ آل عيسى والشيخ سماوي آل جلوب شيخ خفاجة والشيخ مرزوك آل عواد شيخ العوابد وشيوخ الخزاعل .

مُضافاً إلى دور مُهم قام به شيوخ عشائر مُهمين جداً في مُقاومة الإحتلال الإنكليزي مُنذ عام 1914 ولكن لم تسنح لهُم الظروف للمشاركة في ثورة العشرين بشكل مُباشر بسبب سجن أو نفي أو ما شابه أمثال الشيخ بدر الرميض شيخ بني مالك والشيخ سالم الخيون شيخ بني أسد والشيخ غضبان البنية شيخ بني لام .

سادساً :

إن هذه الثورة العظيمة تعرضت كما قلنا إلى مُحاولات لتحريفها ، حيث أراد حزب البعث إختصار كل أحداث الثورة ووقائعها التي تشير بشكل واضح إلى دور الفرات الأوسط وما يشير إليه كربلاء والنجف من إرتباط ديني بالحوزة العلمية والمرجعية الشيعية إلى المنطقة الغربية وتحويل حادثة مُهاجمة القطار البريطاني في محطة السوير إلى الفلوجة وإختزال كل الشخصيات العلمائية والقامات الوطنية من سادات ومشايخ عشائر الفرات بشخصية واحدة هي شخصية الشيخ ضاري المحمود وهي محل نقاش من ناحية حقيقة إرتباطه بالثورة والعمل المشين الذي كان يمتهنه من السرقة وتسليب القوافل التي كانت تسير في الطريق الرابط بين العراق وبلاد الشام وإعترافه بنفسه أثناء مُحاكمته وبعد إلقاء القبض عليه والإعتراف سيد الأدلة كما يقولون أنه لم يكُن مُعادياً للإحتلال الإنكليزي بل كان صديقاً ومُتعاوناً مَعَهُم وَلَم يَكُن لديه مشاكل مَعَهُم وإنما المشكلة حَصَلَت مَعَ إبنه الذي قام بقَتل الضابط الإنكليزي كَرَدّ فعل لأنهُ لَم يَتَحَمّل إهانة والده أمامه .

اقول هذا الذي فعله نظام البعث هو مُنتهى الطائفية في التفكير ومُحاولة لتشويه حقائق أهم ثورة في تأريخ العراق الحديث .

ونحن لا نقول هذا الكلام لأسباب طائفية والعياذ بالله بل نحن نفتخر بمُشاركة قبيلة عزة في ديالى والدور الذي قام به الثوار في مناطق عانة وراوة وحديثة كما نفتخر بالدور الذي قام به الكرد والتركمان في هذه الثورة ونقول إن هذه ثورة العراق كل العراق ولكن لا بد من إحقاق الحق ورفع التزوير فهذا حق يجب أن يقال وتأريخ يجب أن يُصحح .

وكما قالها المهوال الفراتي في وجه الطاغية صدام :

((لَوَن شَعلان يِدري إنباگت الثورَة

چا شَگ التّراب وَطَلَع مِن گبرَه

موش بخان ضاري المَسألة الكُبره

إهنا بالسّوَير المَسألة الكُبرَه

الشاهد هذا الشاهد ..

ذوله أيتام من العشرين))

أدعو الشباب والجيل الناشيء إلى القراءة عن تأريخ هذه الثورة وأحداثها ورجالاتها .

بما أن هذه الذكرى المئوية لأهم ثورة في تأريخ العراق الحديث وهي التي أسست الدولة العراقية الحديثة ، فأدعو المثقفين والباحثين والإعلاميين في هذه الايام إلى التذكير بأحداث هذه الثورة التي إستغرقت مدة ليست قليلة من الاحداث والمعارك .

وكانت هُناك أحداث ومَعارك وإنتصارات شَمَلَت مَناطق عديدة من أرض العراق وكانت هُناك قبائل وعشائر وشخصيات عراقية كان لها دور مهم من الضروري التذكير به من أجل إنشاء الإعتزاز والإفتخار بتأريخنا الذي هو بحق محل فخر وإعتزاز .

أدعو الأخوة في مجلس النواب إلى تثبيت مُناسبة ثورة العشرين كعيد وطني والإحتفال به سنوياً على مُستوى الدولة وبالشكل المناسب .

النقطة الأخرى إن هذه الذكرى المئوية تتزامن هذه الأيام مع مُحاولة إحتلال جديدة لأرض العراق.

أجدادنا قبل مائة عام تصدوا للإحتلال البريطاني عندما كانت بريطانيا هي القوة العظمى في العالم ونحن أحفادهم تصدينا في عام 2003 إلى الإحتلال الأميركي وهزمناه وأجبرناه على أن يترك أرض العراق الطاهرة بدون أن تبقى له قواعد وقوات .

من يَملك هذا الشرف وهذا التأريخ من الطبيعي أنهُ لن يُوافق على بقاء أي قوات تحتل أرضه من جديد وأن يَعتَدى على كرامته وأن يُقتل قادته وأن تُقصَف مَقرّات حَشدِه .

وَجَولَة الحوار الثانية مع الولايات المتحدة الاميركية سَتَبدأ في مُنتصف هذا الشهر فعلى المُفاوض العراقي أن يَستَذكِر هذه الثورة ويُشعّها أمام عينه وأن يَشعُر بمسؤولية أنهُ يُمثل العراق في التفاوض مع قوة مُعتدية.

وعلى الإحتلال الأمريكي أن يعلم أن هذا الجيل الواعي والشجاع هُم أحفاد ثورة العشرين وأننا قادرون على أن نُشعل ثورة عشرين ثانية لن تُبقي لهُ وجود على أرض العراق إذا أصرّ على بقاء قواته رَغماً عن إرادة الشعب العراقي.

وَفي موضوع ذي صِلَة قامَت الجمهورية الاسلامية بإصدار مُذكرات إلقاء قبض بحق المسؤولين عن إغتيال الشهيد القائد الحاج قاسم سُليماني شملت فيمن شملت الرئيس الأمريكي نفسه.

أنا أقول أن هذا هو تصرف الدولة التي تعرف قيمة قادتها ورموزها .

والسؤال إلى الدولة العراقية لماذا لا يحصل الإهتمام المطلوب بالمسألة الحقوقية والقانونية لرمز عراقي بشهادة المرجعية الدينية نفسها أنه (قائد الإنتصار على داعش) .

السؤال موجه إلى القضاء العراقي لماذا عدم الإهتمام بالقضية المرفوعة من قبل عائلة الشهيد القائد الحاج أبو مهدي المهندس ضد من قام بإغتياله ظلماً وعدونا وهو مُضافاً إلى كونه عراقي قتل على أرض عراقية فهو رجل دولة وقائد أهم جهاز أمني لهُ الفضل الكبير على جميع العراقيين بل على الدولة العراقية في الحفاظ عليها .

أوجه كلامي إلى القضاء العراقي وأوجه كلامي إلى الأعضاء في مجلس النواب العراقي لمتابعة هذه القضية وإحقاق الحق فيها ، وكذلك أوجه كلامي إلى الشعب العراقي للإهتمام بهذا الموضوع والتفاعل معه لأنه بحق يُمثل رأي عام لأن للحاج أبو مهدي المهندس رضوان الله عليه فضل علينا جميعاً وأبسط ما نُقدمه من الوفاء له بل من الإحترام لأنفسنا هو صدور الأمر القضائي بحق المجرمين والإرهابيين من قتلته

هذا موضوع له أهميته المعنوية لعائلته الكريمة وكذلك فيه فوائد أخرى تترتب على ذلك.

الموضوع الآخر الذي أريد التكلم عنه في هذه المناسبة هو الحدث الذي حصل قبل فترة قليلة من قيام رئيس الحكومة العراقية إستجابة للطلب الأمريكي بتوجيه جهاز مكافحة الإرهاب إلى القيام بإعتقال مجموعة من حشد الشعبي .

والحمد لله فإن القضاء العراقي أصدر حكمه وأثبت براءة هؤلاء الأشخاص وعدم وجود ما إدعاه البيان الأمريكي المنسوب إلى قيادة العمليات المشتركة من وجود منصات إطلاق صواريخ وكذلك أثبت القضاء عدم وجود مذكرات إلقاء قبض مُسبقة صادرة من القضاء وهذا هو ما قلناه من أن الموضوع كان أمراً مُباشراً من (القائد العام للقوات المسلحة) وهذه مُخالفة قانونية وقع فيها رئيس الوزراء الذي يُفترض أن يكون أكثر شخص معني بإحترام القانون ، مُضافاً إلى أن هذه التصرفات ستفقد البيانات الحكومية مصداقيتها أمام الشعب ولن يثق مرة أخرى بما سيُقال .

الذي نريد قوله هنا أن هناك حديث عن وجود مُحاولة لتكرار نفس السيناريو ولكن بالإستفادة من الأخطاء التي وقعوا فيها فمثلاً يتم تحضير مُذكرة إلقاء قبض مُسبقة وتكليف جهاز أمني آخر غير جهاز مُكافحة الإرهاب .

مرة أخرى نفس الكلام نُعيده مرة أخرى ونقول أن هذا ليس صحيح ولا ينفع ، ليس صحيحاً لأنه خدمة للأجنبي على حساب أبناء الوطن وضرب للأجهزة الأمنية بعضها بالبعض الآخر.

إذا كانت هناك مُخالفات مُدعاة أو سوف تُدعى فيُكال الأمر إلى هيأة الحشد نفسها بجهاز أمنها والقاضي موجود فيها .

الموقف الشعبي كان موقف مهم وكان مُتفاعل بشكل جيد وعكس الآخرين أن موضوع الحشد الشعبي يعني ضمير الشعب العراقي وقضية ثابتة لا يقبل أبناء شعبنا المساس بها أو الإقتراب منها .

لا بد من شكر مواقف الشخصيات والقوى السياسية التي أدانت ما حصل ووقفت مع الحشد في موقفه ورفضت أي مساس به .

وحسب علمي أن بعض هذه الشخصيات كان كلامه مع السيد رئيس الوزراء كلام مُباشر وقوي ووضع النقاط على الحروف .

الشيخ قيس الخزعلي

30/حزيران/2020م

الثلاثاء

التعليقات مغلقة.