زعيم الفقراء الشيعة

397

زعيم الفقراء الشيعة


بقلم / أحمد عبد السادة

رغم العنف الذي إتسمت به بدايات التحول من النظام الملكي إلى الجمهوري ، ورغم الأخطاء والكوارث التي شابت الأداء السياسي لعبد الكريم قاسم ، إلاّ أنني أرى أن حقبة (جمهورية قاسم) شهدت تحولاً إجتماعياً هائلاً في واقع المجتمع العراقي ككل وبالأخص في واقع فقراء (الشيعة) النازحين من مدن الجنوب إلى أطراف العاصمة ، وفي ظل هذه الحقيقة ينبثق سؤال مفاده : لماذا أحب شيعة العراق الزعيم قاسم أكثر من كل زعمائهم السياسيين السابقين والحاليين إلى درجة أنهم قدسوه ورسموا صورته في القمر رغم أنهُ كان (سنياً) حسب التوصيف المذهبي الحالي ؟!

الجواب يختصر بعبارة واحدة هي (العدالة الاجتماعية) التي وفرها قاسم لهم !
هذا الأمر يؤكد بأن شيعة العراق كانوا يبحثون دائماً عن (عدالة) الحاكم لا عن (هويته).
فكرة (العدالة الاجتماعية) هي الهاجس التاريخي للشيعة، ولذلك رأينا أن أغلب المنتمين للحزب الشيوعي العراقي ينحدرون من أصول شيعية !! ، بل لا نبالغ إذا قلنا بأن (التشيع) نما وإتسع أصلاً بين فقراء العراق بسبب الظلم الاجتماعي ، وذلك بعد أن تحلّق هؤلاء الفُقراء حول شخصية (علي بن أبي طالب) القادم من قريش لكي يمحو ظلم قريش الواقع عليهم ! ، قريش التي لم تكن ترى في العراق سوى (بستان) لها ، والتي لم تكُن ترى في العراقيين سوى شعب من (العبيد والموالي) ! .

وهذا الأمر يؤكد بأن (التشيع) هوية اجتماعية بالدرجة الأساس وليس هوية مذهبية فقط !!.
هل عرفتم الآن سبب حب شيعة العراق لزعيمهم المتسامح ؟!.

التعليقات مغلقة.