خطر وباء الكورونا وكرامة الإمام علي عليه السلام .. شُبهات وردود

447

خطر وباء الكورونا وكرامة الإمام علي عليه السلام .. شُبهات وردود

بقلم / أحمد رضا المؤمن

إنقسم الناس خصوصاً في العراق بعد إنتشار خبر إصابة طالب حوزة بوباء ڤايروس كورونا بين من يؤيد ما قامت به إدارة العتبة العلوية المقدسة بإغلاق مؤقت للعتبة لتعقيم شباك الضريح المقدس ومحيط وصحن العتبة نظراً لطبيعة هذا الوباء بسرعة الإنتشار عبر التلامس .

وبين فريق آخر إستنكر ما قامت به إدارة العتبة معتبرين أن الأمر فيه إهانة أو إستخفاف بقدسية الإمام أمير المؤمنين عليه السلام الذي يقصده الناس أصلاً للشفاء من أمراضهم وعللهم وليس أن يتحول هو نفسه إلى مصدر للمرض والوباء !

وبدأت النقاشات بين الفريقين تتفاعل منذ يومين حتى بدأ الطائفيون بالإستهزاء بعقيدة القائلين بقدرة المعصومين عليهم السلام على شفاء المرضى وهو ما ذكّرني بإستهزاء أحد العلمانيين الشيوعيين عندما إحتج عليّ قائلاً :
أنتم تقولون وترددون مقولة (أنت حماي الحمى ويريد إلك حماي ؟!) للدلالة على قدرة الامام علي عليه السلام على حماية شيعته ومريديه بينما لم يستطع حماية نفسه (الإمام علي عليه السلام) عندما ضربت قبة مرقده الشريف قذيفة دبابة من الجيش الصدامي الذي دخل النجف الأشرف وقمع الإنتفاضة الشعبانية فيها عام ١٤١١/١٩٩١ ومثل ذلك وأكثر ما حصل في كربلاء المقدسة لمرقدي الإمام الحسين عليه السلام وأخيه أبي الفضل العباس عليه السلام وغيرهم كما حصل في سامراء المقدسة عام ٢٠٠٦ وقبل ذلك في البقيع ..

أجبت هذا العلماني الشيوعي قائلاً :
إن عقيدتنا نحن المسلمين الشيعة هي بنفس الإمام المعصوم عليه السلام وليس بما يتعلق به من بناء أو عمران وعقيدتنا بقدرته على الشفاء وقضاء الحوائج بإذن الله تعالى تكون حتى من خلال الدعاء من الله تعالى بجاههم وحقهم من أقصى وأبعد بقعة من بقاع الأرض بعيداً عن مراقدهم الشريفة فيستجيب الله لنا .

بل يصل الأمر حتى لغير المعصومين عليهم السلام ممن خصهم الله تعالى بالكرامة وإستجابة الدعاء لمن يجعلهم وسيلته إلى الله تعالى كما هو الحال بالنسبة للسيدة فاطمة أم البنين عليها السلام المهدم قبرها الشريف في مقبرة البقيع بالمدينة المنورة .

أي أن عقيدتنا نحن الشيعة هي بصاحب القبر وليس بالقبر نفسه ، وما إهتمامنا بالمراقد وقدسيتها وإعمارها إلا من إحترام أصحابها من المعصومين عليهم السلام أو من سار على نهجهم الإلهي .

وهكذا فإن الأمر نفسه فيما يخص خطوات الإجراءات الوقائية التي تقام في المرقد العلوي المقدس فهي مطلوبة ومحمودة ومشكورة للأسباب التالية :

١/ أن هذا الوباء “الكورونا” وباء خبيث يُعتقد أن المخابرات الأمريكية قد صممته لضرب المعادين لها بشكل يصعب جداً السيطرة عليه خصوصاً أن طريقة إنتشاره والعدوى به تتم بالدرجة الأساس بطريقة التلامس عبر الأسطح الملساء والمعدنية .

٢/ أن الجمهورية الإسلامية في إيران سبقتنا بالإصابة بهذا الوباء وهم شيعة أخيار ولكنهم تعاملوا بوعي تام مع الموضوع وقاموا بإجراءات وقائية إحترازية لحماية مواطنيهم ولم يركنوا إلى تغليب العقيدة على العلم بل العكس كانوا يطبقون مفهوم (العلم والعقيدة يتكاملان ويعضدان بعضهما بعضاً) حتى أن مراجع وعلماء الحوزة العلمية في قم المقدسة قد نصحوا المؤمنين بضرورة التقيد بالحركة والزيارة والسفر والإلتزام بالتعليمات الصحية الوقائية .

٣/ علينا أن نسأل أنفسنا بصدق .. لو كان الآن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام بيننا فماذا كانت ستكون وصاياه لنا كشيعة وأتباع له ؟
هل كان سيأمرنا باللامبالاة وعدم الإهتمام في الوقاية من الأمراض فضلاً عن الأوبئة الفتاكة ؟!

أقولها لكل أخوتي بالأخص المؤمنين الموالين لأهل البيت عليهم السلام إن من يريد الخير لأتباع وموالي وشيعة الإمام علي عليه السلام عليه أن يحرص على توعيتهم وحمايتهم من مكائد أعدائهم الخبيثة لا أن يغشهم أو يورطهم بالخطر بفعل قصيدة أو فكرة عاطفية هنا أو هناك لا يتضرر منها إلا شيعة أمير المؤمنين عليه السلام أنفسهم .

نحن الآن في زمن لا ينجو منه إلا ذو وعي وبصيرة فإنتبهوا جزاكم الله خير جزاء المحسنين .

التعليقات مغلقة.