الشهيد المجاهد علاء النعماني .. البطل الذي أرّق المحتلين

873

الشهيد المجاهد علاء النعماني .. البطل الذي أرّق المحتلين

بقلم / أحمد رضا المؤمن

ولادته ونشأته

وُلد الشهيد علاء عبد مسلم حُسين النعماني في مدينة الكوفة المقدسة في النجف الأشرف سنة 1984م ونشأ وترعرع فيها وفي أزقتها العلَويّة الثائرة بوجه الطغاة والجبابرة ، وشب في أيام النهضة الإصلاحية الثورية الإجتماعية لشهيد الجمعة آية الله العظمى السيد محمد الصدر “رض” حيث كان منبر الجمعة الذي كان الشهيد الصدر “رض” يخطب فيه لا يبعد كثيراً عن منزل الشهيد علاء النعماني فتعلق بهذه النهضة وذاب في مبادئها المهدوية العظيمة .

في مدرسة المقاومة

ولأنهُ إبنٌ بار لمدرسة الشهيد الصدر “رض” التي أنبتَت زرعاً حسناً طاهراً يرفض كل أشكال الظلم والفساد والعدوان والطغيان فإنه كان من أوائل المنخرطين لمواجهة الإحتلال الأمريكي والتصدي له بكل الوسائل فكان له صولات وجولات حيدرية رائعة ضد قواعد الإحتلال الأمريكي وآلياته في النجف الأشرف وشارك مشاركة مُميزة في إنتفاضة النجف الأشرف الأولى والثانية ضد المحتل الأمريكي وجعل من آلياتهم وعجلاتهم قطعاً متناثرة يتلاعب فيها صبية الكوفة وفتيانها .

على نهج العصائب

عند إنتهاء إنتفاضة النجف الأشرف الثانية ضد الإحتلال الأمريكي بقي بعض المجاهدين مرابطين في مكتب الشهيد السيد الصدر “رض” الذي أصبح مقر ورمز الإنتفاضة ضد الإحتلال ، فلم يرُق ذلك لقوات الإحتلال الأمريكي وعملاءه فكان قرارهم الهجوم عليه وإعتقال جميع من فيه لإطفاء جذوة الثورة والمقاومة المستعرة ضدهم ففي إحدى الليالي تم تطويق المكتب من قبل قوات الإحتلال وتم اعتقال قرابة (18) شخص وقضوا فترة في المعتقل ومنهم الشهيد علاء النعماني ولكنه أفرج عنه بعد شهر تقريباً لعدم وجود ما يُدان به بمنظورهم من أمور عسكرية أو غيرها فأطلقوا سراحه .

لم يتوقف الشهيد علاء النعماني أبداً عن خط المقاومة ونهجها المبارك فقرر الإستمرار مع أخوته في (المجاميع الخاصة) التي تحول إسمها فيما بعد إلى (المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق) فكانت له اليد الطولى في تنفيذ العمليات الجهادية ضد قطعان المحتل ولكفاءته وشجاعته فقد تولى عدة مسؤوليات أبرزها آمر مفرزة تدخل .

تميز بصناعته للعبوات الناسفة وكان آخرها العبوة التي زرعها للأمريكان ثأراً لإستشهاد أحد أخوانه في المقاومة الإسلامية عصائب أهل الحق في نفس يوم إستشهاده فذهب منهم عدة قتلى وهو ما أسعد الشهيد فعلّق قائلاً : (الحمد لله ناصر المؤمنين عندما يستشهد منا شهيد فإننا نثأر لهُ بقتل ثلاثة أو أكثر من الأعداء المحتلين) .

إستشهاد الأبطال

بعد أن شارك الشهيد علاء النعماني في تشييع جثمان الشهيد إلى كربلاء ثم العودة إلى النجف الأشرف إنتشر بين الناس خبر العملية البطولية ضد الأمريكان التي قام بها ثأراً لأخيه الشهيد في المقاومة فما كان من الإحتلال إلا السعي للإنتقام من ذاك البطل العصائبي الذي أوجعهم بقتل العديد منهُم فأرهبهم وأدخل فيهم الرُعب فقاموا في نفس الليلة وهي ليلة 24/نيسان/2006م بقطع الكهرباء عن الحي الذي يسكُن فيه الشهيد علاء النعماني والأحياء المجاورة لهُ ثم قاموا بعملية إنزال جوي بواسطة طائرة الهليكوبتر هبطت منها قوات كوماندوز على سطح داره وبدأ الهجوم لإعتقاله ولكن هيهات لهُم ذلك والشهيد النعماني يأبى إلإ أن يُذيقهم نيران الغضب المقاوم فواجههم بما توفر لديه من أسلحة مُتواضعة قياساً ما كان لديهم من عُدة وعديد فلما أحسوا بأنهم عاجزين عن القبض عليه لجأوا إلى ضرب القنابل فإستشهد شهادة الأبطال الذين يتلذذون بمنازلة الأعداء مهما كان عديدهم .

وشهدت جنازة جثمانه الطاهر تشييعاً غفيراً من مقلدي المرجع الشهيد الصدر “رض” وجماهير المقاومة الإسلامية في العراق مع تظاهرة كبيرة نددت بالإحتلال الأمريكي وعملاءه جابت شوارع النجف الأشرف .فالسلام عليه يوم ولد ويوم لقن المحتل دروساً أليمة ويوم واجههم ببسالة عصائبية ويوم إرتقى شهيداً بطلاً .

تعليق 1
  1. حبيب الله تقي يقول

    ارتقى علاء في سبيل الله قدم ازكى التضحيات في سبيل الدين والوطن امام الارهاب الامريكي وكان خير من استشهد في الدفاع عن الدين والوطن
    اقرا لنا الفاتحة ياعلاء انت الحي ونحن الاموات

التعليقات مغلقة.